دعوة للمشاركة الجادة

شكرا يا أستاذنا ربنا يخليك ويوفقك

بإذن الله نكون عند حسن ظنكم

حوار مع شهيد

تلفت حولي وجعلت انظر إلي قريتي كفر العرب علني أجد من يستحق أن يتعرف إليه شبابنا ويتخذه قدوه له ويضعه نصب عينيه في الحياة وبعد تمعن كبير وجدت أن من ضحي بحياته في سبيل وطنه ومن اجل أبناء الوطن هو أفضل من يستحق أن ننال شرف التعرف أليه .
وكان هذا الحوار مع شهيد استشهد في سبيل أن يهدي الينا الكرامة وضحي بكل نقطة من دمه ليحيي بداخلنا الأمل في الغد .

وكان هذا الحوار :

في البداية نتعرف علي اسمك :
اسمي/ محمد محمد محمد المنير البادي تاريخ الميلاد / 17/12/1947
تاريخ الوفاة / كتبت لي الوفاة لأموت شهيدا من اجل تراب بلدي في يوم سطعت فيه شمس الحرية وذلك في حرب أكتوبر المجيدة
لو رجعنا لبداياتك ونشأتك فماذا تتذكر منها الآن ؟
ولدت بقرية كفر العرب لأب مزارع يمتلك قطعة ارض يعمل فيها منذ الصباح وحتي وقت المغرب وهذا حال جميع أفراد القرية العمل والعمل وكان هذا الحال دائما ولكن أبي كان يتطلع إلي السماء ويرفع يديه إلي الله أن يهبه ولدا يعينه علي العمل ومشقة الحياة
؟
ماذا كان شعور والدك ووالدتك عندما خرجت إلي الحياة
كانت فرحتهم كبيرة جدا فها هو الولد الذي طال الاشتياق إليه
وكيف كانت فترة صباك ؟
كانت فترة عصيبة علي بعض الشيء فقد مات أبي وأنا في الرابعة من عمري ولم يري أمله في الحياة بان يجدني أقف بجانبه أساندة واشد من أزره وفي هذه الفترة وقفت أمي بجانبي ترعاني وتعلمني
كما نعلم بعد موت والدك تكفلت بك والدتك فهل قامت بإلحاقك بالتعليم ؟
علي الرغم من أنها فترة عصيبة إلا أن أمي ألحقتني بكتاب الشيخ عيسي عجم وحفظت القرآن كله علي يديه
وهل التحقت بالمدرسة ؟
كانت رغبة أبي رحمه الله أن أكمل تعليمي لذلك قامت أمي بإلحاقي بالمدرسة الابتدائية وقد تفوقت فيها ونلت حب وتقدير أساتذتي وبعد ذلك التحقت بالمدرسة الإعدادية بمركز فارسكور
هل واجهتك أية صعوبات ؟
في البداية كانت الحالة المادية لا تسمح لي بالالتحاق بالمدرسة فإما اعمل مع والدتي في الحقل أو أتعلم ولكن أمي رفضت أن اترك تعليمي ولكن لظروف الحياة تزوجت أمي من رجل جليل اعتبرني مثل ابنه وساعدني كي أكمل تعليمي وفعلا أكملت تعليمي الإعدادي بتفوق ونلت شهادة الإعدادية
هل توقف تعليمك عند المرحلة الإعدادية ؟
كانت أمنية حياتي أن احصل علي الثانوية العامة والتحق بالجامعة ولكن دائما الظروف و الحالة المادية كانت تقف لي دائما
وماذا فعلت بعد ذلك ؟
بعد تركي المدرسة عملت مع زوج أمي في الحقل ولكن كانت تطلعاتي دائما كبيرة فالتحقت بالجيش وقمت بالتطوع فيه وذلك من اجل الدفاع عنه وحمايته
هل لنا أن نتعرف أكثر علي هذه المرحلة من عمرك ؟
عندما التحقت بالجيش وجدت هناك ألاف غيري يتطلعون إلي ما أتطلع إليه من شوق وأمل أن يرتفع شأن وطني وان ابعد عنه الغزاة الطامعين وفي هذه الفترة لاحظ زملائي حبي للقراءة و التعلم فاقترحوا علي أن أكمل تعليمي وفعلا حصلت علي الثانوية العامة و أنا في الجيش وقد وقف الجميع بجانبي حتي حصلت عليها وكانوا يقومون بكل مهامي حتي استطيع المذاكرة وكان هذا الجو بمثابة الجو العائلي الذي تمنيته وجاءت اللحظة التي تمنيناها في مواجهة العدو وذلك في عام 1968 ولكن كانت الهزيمة هي ما نلناه
ما هو شعورك في هذه المرحلة ؟
كانت لحظات قاسية جدا علي أنا و زملائي أن نتجرع الهزيمة وقد لاحظ زملائي تغيير كبير في شخصيتي فلم اعد أتكلم كثيرا وأفضل الانطواء والبعد فقد كانت المرارة تحرق صدري ولكن كان قادتي يبثون فينا روح الأمل في غد مشرق
وهل جاءت اللحظة الحاسمة ؟
نعم وشرب الأعداء من نفس كاس الهزيمة بل أكثر فقد كنا نحارب بكل زره في كياننا لم نكن نشعر بتعب السير أو بثقل المعدات بل شعرنا بأننا نطير فوق الأرض وكانت هذه هي اللحظة التي شفت صدري العليل
احكي لنا عن لحظة استشهادك ؟
كانت لحظة تمنيتها وتمناها كل زملائي فقد وهبنا دمائنا من اجل تراب بلدنا لذلك فتحت صدري وقذفت بنفسي في المعركة من اجل الفوز بالجنة ورضا الله عني حتي كانت لحظة تلقيت فيها رصاصة الغدر من الأعداء ومت شهيدا علي تراب بلدي الذي حررته أنا وزملائي بدمائنا وأرواحنا.
في النهاية لو تركنا لك الحديث فماذا تقول لشبابنا ؟
أقول لهم لقد واجهنا أعداء الوطن وحررنا لكم الأرض فلا اقل من أن تحافظوا عليها وترعوها حتي نشعر بان دمائنا لم تذهب هباء .
في النهاية شكرناه علي تضحيته من اجلنا وتركناه يرقد في سلام

شكرا ا / مصطفي علي اطلاعك علي الموضوع و لكن تم عمل هذا الموضوع بهذا الشكل لانه كان مشترك في مسابقة للحديث الصحفي و كان مطلوب بهذا الوضع و شكرا مرة اخري لاهتمامكم